انجمينا، تشاد — من جيش وُلد مع استقلال البلاد عام 1960 عانى لعقود من التقسيم والاستغلال السياسي والعِرقي، إلى قوة إقليمية تُعرف بـ”ثعالب الصحراء” وتلعب دوراً محورياً في استقرار المنطقة، خاض الجيش التشادي رحلة تحول استثنائية أعادت تشكيله كرمز للفخر الوطني والكفاءة العسكرية.

من التشرذم إلى إعادة البناء:
بعد سنوات من الحرب الأهلية والانقسامات الداخلية في الثمانينيات، قاد الرئيس الراحل إدريس ديبي إتنو عملية إعادة هيكلة شاملة للجيش بدءاً من عام 1990، شملت إجراء إحصاء عام للجنود، ورفع عدد الضباط، وتأهيل البنى التحتية العسكرية من ثكنات ومستشفيات، وإنشاء مدارس تدريب متخصصة.

“ثعالب الصحراء”: أسطورة التكيف والقتال:
اكتسب الجيش التشادي سمعة إقليمية طيبة بفضل قدرته على القتال في الظروف الصعبة، خاصة في المناطق الصحراوية، حيث أبدع في استخدام تقنيات القتال المتنقل عبر سيارات “تويوتا” المدرعة، وسجل حضوراً لافتاً في المعارك ضد الجماعات المسلحة والإرهابية عبر الساحل الإفريقي ومنطقة بحيرة تشاد.

الثقافة العسكرية: القيادة بالقدوة:
يتميز الجيش التشادي بثقافة فريدة تقوم على مشاركة القادة في ساحات القتال إلى جانب جنودهم، حيث يقدّم الكفاءة والشجاعة على الرتب الأكاديمية، في ترسيخ لقول الجنرال عبد الرحمن يوسف ميري: “الشهادات لا تعطي امتيازات، بل يجب إثبات الجدارة في الميدان”.

جيش المستقبل: من الخوف إلى الجاذبية:
لم يعد الجيش التشادي جيشاً إجبارياً يهابه الشباب، بل تحول إلى وجهة جاذبة للشباب المتعلم والخريجين، حيث تفيض مراكز التدريب بالمتطوعين الطامحين إلى الانضمام لمؤسسة أصبحت رمزاً للفرص وال prestigio الوطني.

اليوم، يقف الجيش التشادي ليس فقط حامياً للحدود، بل أيضاً كضامن للاستقرار الإقليمي وشريك أساسي في عمليات السلام الإفريقية، حاملاً معه إرثاً من الصمود أصيلة تترجم قوة شعب تشاد وتحديه للصعاب.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *