في نجامينا، العاصمة التشادية، يتحول السحب النقدي من البنوك إلى تجربة مرهقة، أشبه بـ”كابوس يومي” يثقل كاهل المواطنين، خاصة مع نهاية كل شهر.
تشهد الفروع البنكية ازدحامًا خانقًا، وطوابير طويلة، ومشادات بين العملاء المتعبين من الانتظار غير المبرر. بينما يشتكي الكثيرون من بطء الخدمة، يشتكي آخرون من الأعطال المتكررة في الشبكة، مما يزيد من حدة التوتر داخل البنوك.
تقول إحدى العميلات، يانكيجامي، بنبرة يملؤها الإحباط: «هذه ثاني مرة أأتي فيها خلال يومين، ولم أستطع حتى الآن سحب أموالي… دائمًا نفس الحجج: عطل في الشبكة أو قلة الموظفين».
ويضيف نيكاسو، أحد العملاء، ساخرًا: «يوجد أربعة شبابيك، لكن شباكًا واحدًا فقط يعمل! كيف لنا أن نتحمل هذا؟».
في كثير من الحالات، يضطر العملاء للمغادرة دون تنفيذ معاملاتهم، ما يؤدي إلى إهدار الوقت والطاقة، خصوصًا عندما تُستخدم أعطال الشبكة كذريعة دائمة من قبل بعض الموظفين، رغم استمرار الخدمات الأخرى في العمل.
وتروي عميلة أخرى استياءها بعد فشلها في تنفيذ تحويل مالي عبر “موني غرام”، قائلة: «نفس الشبكة التي تقولون إنها لا تعمل، أنتم تستخدمونها الآن في الدفع! هذا غير مقبول».
ورغم الوعود المتكررة من المؤسسات المصرفية بتحسين خدماتها وتسريع المعاملات، إلا أن الواقع الميداني يكشف عن أزمة حقيقية في جودة الخدمات البنكية داخل نجامينا.
هذا الوضع يثير تساؤلات جادة حول التزام البنوك تجاه زبائنها، ويستدعي تدخلاً عاجلاً من الجهات المعنية لتحسين مستوى الخدمات وضمان حق المواطنين في الحصول على أموالهم دون معاناة.