أطلقت شركة ستارلينك، التابعة لـ سبيس إكس، رسميًا خدمات الإنترنت الفضائي في تشاد، وذلك بعد تأكيد المسؤولين في الشركة وظهور تشاد ضمن خريطة التغطية الرسمية للمزود. ويمثل هذا الإطلاق خطوة جديدة في التوسع السريع لمنصة ستارلينك عبر القارة الإفريقية.
وجاء تفعيل الخدمة عقب منح تشاد الترخيص الرسمي للتشغيل، لتصبح أحدث دولة في إفريقيا تعتمد خدمات الإنترنت الفضائي. وأعلن إيلون ماسك شخصيًا عن اكتمال إجراءات الترخيص عبر منصة X، مؤكدًا انتهاء العملية التي استغرقت عدة سنوات من المفاوضات.
دعم حكومي لتطوير البنية التحتية الرقمية
أعرب وزير الاتصالات والاقتصاد الرقمي والتحديث الإداري في تشاد، بوكّار ميشيل، عن تفاؤله بقدرة ستارلينك على معالجة تحديات الاتصال بالإنترنت التي تواجه البلاد منذ أوائل عام 2024، مؤكّدًا أن تحسين الوصول إلى الإنترنت يعد أولوية رئيسية لخطط التنمية الوطنية.
وكشف الوزير في تصريح لوكالة رويترز أن المفاوضات مع ستارلينك بدأت منذ 2021 ضمن استراتيجية شاملة لتغطية الفجوات الرقمية وتسريع التحول الرقمي في البلاد، مشيرًا إلى أن الحكومة ترى في هذه التقنية حلاً للتغلب على القيود التقليدية للبنية التحتية التي تعيق الاتصال خاصة في المناطق النائية.
مواجهة تحديات الاتصال
تعاني تشاد منذ سنوات من مشاكل كبيرة في موثوقية الإنترنت وتكلفته، وهي مشكلات تفاقمت بسبب الطبيعة الجغرافية للبلاد وضعف البنية التحتية الأرضية. ويقدّم الحل الفضائي الذي توفره ستارلينك بديلاً فعالاً، خاصة في المناطق النائية التي يصعب الوصول إليها بالوسائل التقليدية.
ومن المتوقع أن يسهم إطلاق خدمات ستارلينك في دعم الاقتصاد الرقمي في تشاد، وفتح آفاق جديدة للأعمال والمؤسسات التعليمية والخدمات الحكومية التي تعتمد على اتصال موثوق بالإنترنت.
توسع استراتيجي في إفريقيا
يأتي انضمام تشاد إلى شبكة خدمات ستارلينك ضمن استراتيجية توسعية شملت عدة دول إفريقية خلال الأشهر الستة الماضية، مثل ليسوتو وغينيا بيساو وجمهورية الكونغو. ويعكس هذا التوسع المتسارع التزام الشركة بالمساهمة في سد الفجوة الرقمية في القارة.
كما أن دخول ستارلينك إلى السوق المحلية سيخلق منافسة إضافية لمزودي الخدمة التقليديين، ما قد يدفعهم إلى تحسين الجودة وخفض الأسعار لمواكبة الحلول الفضائية المتقدمة.
