في مدينة أدر (Adré) الحدودية شرق تشاد، تستيقظ اللاجئة السودانية فاطمة أومس عبد الله (Fatima Omas Abdullah) كل صباح وهي تعاني من آلام جسدية نتيجة نومها على الأرض منذ ما يقارب عامين. لم تكن تتوقع أن تُهجَّر من وطنها بسبب الحرب الأهلية في السودان لهذه المدة الطويلة، لتجد نفسها عالقة مع نحو ربع مليون لاجئ آخرين في مخيم عبور مؤقت بالقرب من الحدود السودانية.
تقول فاطمة وهي تبكي وتشد باب كوخها المصنوع من القش: «لا يوجد شيء هنا». ومنذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل/نيسان 2023، لجأت إلى مخيم أدر الذي يفتقر إلى الحد الأدنى من مقومات الحياة.
لكن، ومع استمرار الصراع، بدأ نظام المساعدات الذي تدعمه الولايات المتحدة، والذي كان يحافظ على حياة مئات الآلاف من اللاجئين، بالانهيار. فقد شهدت برامج الأمم المتحدة التي تُعنى بإطعام وعلاج وإيواء اللاجئين تقليصًا كبيرًا في التمويل، خاصة مع تقليص المعونات الخارجية في عهد إدارة ترامب (Trump).
في عام 2024، ساهمت الولايات المتحدة بمبلغ 39.3 مليون دولار لدعم الاستجابة الطارئة في تشاد، إلا أن هذا العام لم تتجاوز مساهمتها حتى الآن 6.8 مليون دولار، بحسب بيانات الأمم المتحدة (U.N.). وتشير الأرقام إلى أن إجمالي ما وصل من جميع المانحين لتغطية احتياجات اللاجئين في تشاد لا يتجاوز 13% من المبلغ المطلوب.
الوضع في مخيم أدر ومثله من المخيمات ينذر بكارثة إنسانية مع تزايد أعداد اللاجئين، وتراجع المساعدات، وافتقار الخدمات الأساسية، ما يتطلب تدخلاً عاجلاً من المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية لإنقاذ آلاف الأسر العالقة على حدود واحدة من أكثر الحروب دموية في العالم.
