في صيف عام 2022، احتضنت الدوحة حوارًا تاريخيًا بين الحكومة التشادية وعدد من الحركات والمعارضة المسلحة، بوساطة قطرية اتسمت بالمهنية والدقة. هذا الحوار أثمر عن توقيع “اتفاق الدوحة للسلام”، الذي مثّل فرصة ذهبية لطي عقود من النزاعات في شمال تشاد.

الوساطة القطرية نجحت في جمع أطراف متباعدة، وفرت بيئة آمنة للحوار، وأدارت الخلافات بصبر حتى الوصول إلى وثيقة سلام كان يأمل التشاديون أن تفتح صفحة جديدة من الاستقرار والتنمية. ومنذ التوقيع، تراجعت المواجهات الواسعة في الشمال بشكل ملحوظ، في إنجاز يُحسب لدولة قطر.
لكن، رغم الهدوء النسبي، تعثر تنفيذ بنود الاتفاق على أرض الواقع، إذ بدت الحكومة التشادية أحيانًا مترددة وأحيانًا انتقائية في الالتزام بما تم الاتفاق عليه. الإصلاحات السياسية الموعودة لم تتحقق بالشكل المطلوب، وبعض قادة المعارضة العائدين إلى إنجمينا واجهوا واقعًا سياسيًا مغايرًا لما وُعدوا به.
ويرى مراقبون أن الفرصة لا تزال قائمة لتحويل الاتفاق إلى قاعدة للمصالحة الوطنية، إذا ما توفرت الإرادة السياسية الحقيقية، وإلا فقد يتحول إلى ذكرى عن فرصة ضائعة.
